الاندلس احلى منتدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من وحى فكر شيخنا الغزالى تعبيرا ومضمونا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكبير وصل
المشرف العام
المشرف العام



الجنس : ذكر
الابراج : العذراء
عدد الرسائل : 651
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
العمر : 38
رقم العضوية : 6
السٌّمعَة : 16
نقاط الترشيح : 913
تاريخ التسجيل : 30/08/2007

من وحى فكر شيخنا الغزالى تعبيرا ومضمونا Empty
مُساهمةموضوع: من وحى فكر شيخنا الغزالى تعبيرا ومضمونا   من وحى فكر شيخنا الغزالى تعبيرا ومضمونا Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 3:44 am

من وحـى فكر شيخنـا الغـزالى تعبيـرا ومضمـونا
أكذوبة انتصار العرب والمسلمين بغير الإسلام
يقرر شيخنا الغزالى رحمه الله أن لخصوم الإسلام براعة منكرة فى تزوير التاريخ وتحوير أحداثه حتى يصبح لها معنى غير معناها، كما تتضافر جهود هؤلاء على إخفاء بعض معالم تاريخنا الإسلامى وإبراز البعض الآخر بعد تشويه المفاهيم وتحريف الكلم عن مواضعه؛ وذلك سعيا إلى خداع الأجيال الناشئة عن أصلها ولى زمامها عن وجهتها العتيدة، ولصبِّ الأمة الإسلامية الكبرى فى القوالب الكثيرة التى أُعدت لها، وهى قوالب شُكلت بعناية ودهاء كى تتبدد خلالها رسالة القرآن وتتلاشى فى طول العالم وعرضه أمتُه الكبيرة.
ولعل من أبرز مظاهر نجاح هذا الخداع وجود جماعات كثيرة أصبحت تجاهر بأن الإسلام لم يكن وراء حركات المقاومة للحملات الأجنبية على بلادنا، أى أن الإسلام لم يكن له دور فى مدافعة الاحتلال الفرنسى ثم الاحتلال الإنجليزى الطويل وإنما كانت تلك المقاومة فى رأيهم نابعة من بواعث أخرى مادية كانت أو قومية أو محلية أو عنصرية أو أى شيء آخر إلا الإسلام؛ ومن يدرى فقد ينمو هذا الوهم ويوغل فى الشرود ليُتَّهم الإسلام نفسه بأنه قيد على حركات الشعوب وآمالها فى حياة أرقى وأرغد وما أظن أن الاستعمار الثقافى يطلب أكثر من هذا الضلال.
ومع ذلك فإنه لابد من كشف الحقائق التى يراد طمسها، وأن تقطع هذه السلسلة من الترهات والأباطيل التى راجت بين القاصرين والأغرار، فعندما احتل الفرنسيون مصر كان الإسلام وحده ولا شىء غيره هو الذى أشعل نار المقاومة الباسلة بكل صفوفها مسلحة وغير مسلحة، واستمات المسلمون فى مناضلة الغزاة أو تعويق تقدمهم، وأرخصوا أنفسهم وأموالهم فى سبيل الله ولم يجبنوا أمام التفوق العسكرى للفرنسيين ورجحان كفتهم فى كل شىء، وقاد الأزهر الشريف حرب الدفاع المقدس فحكم الفرنسيون على عشرات من علمائه الشباب بالقتل ونفذ فيهم حكم الإعدام فرادى وجماعات.
كما دخل الغزاة بخيلهم ورجلهم الجامع الأزهر الشريف حتى قدر البعض عدد القتلى فى مقاومة الغزو الفرنسى بمئات الألوف فى مدن الوجه القبلى والوجه البحرى، ولكن الغريب المخزى أن صور هذه المقاومة الباسلة طُويت طيا بل وسطرت فصول مأساتها بِنَفَس بارد ميت؛ قصداً إلى سحب ذيول النسيان على دور الإسلام فى المعركة وإغفال تضحيات المسلمين وخسائرهم الفادحة فى الأرواح والأموال، وسعيا كذلك إلى إبراز الحملة الفرنسية على أنها خير وبركة لمصر والمصريين، حتى أتى علينا يوم ليس ببعيد رأى فيه نفر من مثقفينا العلمانيين إحياء ذكرى الاحتلال الفرنسى لأرض الكنانة ألم تخرجنا من الظلمات إلى النور كما تقول؟؟ فأى تزوير هذا التزوير وأى هوان هذا الهوان.
ومع أن الإسلام كان هو موقد ومضرم مشاعر الثورة العرابية التى كانت تمثل حركة تمرد على مفاسد ملك مستبد وضد الافتئات على حقوق الشعب، وكان رجال الإسلام على اختلاف مشاربهم ظهير تلك الثورة ومع ذلك أهيل التراب على دور الإسلام والأزهر فى الكفاح بعد أن وئدت هذه الثورة وأطبق الصمت على ما قدمه رجال عظام ببواعث إسلامية خالصة لإحقاق الحق وإبطال الباطل.
وإذا ما ولينا وجهنا شطر المغرب العربى؛ لرأينا الثورة الجزائرية شاهد صدق على دور الإسلام فى إشعال نارها بعد مائة وثلاثين عاما من الاحتلال الفرنسى لتراب الجزائر، ظلت خلالها جذوة الإيمان متقدة تحت التراب، ما إن وجدت النفس الذى يضرمها حتى التهبت نارها واندلعت ألسنتها سنة 1945 م، واحترق الاستعمار فى سعيرها بعد أن قدم الشعب مليونا ونصف مليون شهيد، لم يضعف نداء الإيمان فى قلوبهم على الرغم من المنسيات والملهيات التى صنعها الاستعمار بدهاء وأناة خلال عشرات السنين
ونطوى على عجل صفحات تلك الأيام الخوالى لنفتح صحائف هزائمنا أمام العدو الإسرائيلى فى 48 ، 67 ومع أن لطمات تلك الهزائم بلغت حداً من الحنق والعمق يجعل المخمور يفيق والشارد يؤوب إلا أن الذين مردوا على النفاق لم يعرفوا إلى التوبة طريقا؛ فأخذوا يهرفون بكلام كذب لا يزيد الأمة إلا خبالا، ولا ينقلها من كبوتها الحاضرة إلا إلى كبوات أوسع وأعمق.
ومع أن السبب الأول لهزائمنا المتلاحقة أمام اليهود تمثل فى فقدان العقيدة الحارة والأخلاق الحارسة ونضوب معين الإيمان من قلوب تعلقت بالشهوات ونسيت المثل الرفيعة، ومع أننا نسلم بأن جمهرة الجنود كانت طيبة المعدن، ولكن ما جدوى ذلك إذا كان قيادها فى أيدى قوم لا يعظمون دينهم على حين يعظم خصمهم دينه ويقدره وحلت الكوارث وشرع الثرثارون يحققون ويحددون السبب فكانت النتيجة أن تواصى الجميع بقول كل شىء إلا الحق.
وها هو الواقع الذى رأيناه بأعيننا متمثلا فى حرب رمضان أكتوبر 1973 حيث لا ينكر إلا جاحد الدور المتميز للباعث الإسلامى الذى حدا بجنودنا البواسل أن يقهروا العوائق التى ما كان يخطر على البال إمكانية قهرها وتذليل عقباتها بما لدينا من قوة غير متكافئة مع قوة العدو.
ولكن الصيحات الهادرة بتكبير الله جل وعلا والإعداد الجيد من القيادة كان وراء ما تحقق من نصر بعون الله تبارك وتعالى، وما نبأ المقاومة الإسلامية فى لبنان وفلسطين عنا ببعيد حيث فشلت الحملة الإسرائيلية على لبنان الشقيق، وجرعهم مرارة فشل عسكرى زلزل باطلهم وكشف حقيقة كيانهم، ولولا ما يفرض على المقاومة الإسلامية فى فلسطين من قيود وما يحد انطلاقتها من عراقيل وما يشتت جهودها من فرقة لكان لها مع العدو لقاء وأى لقاء يجعله يذكر ولا ينسى أن وجوده على أرض الإسلام إلى زوال وإن طال الزمان
ولكن نفرا من بنى جلدتنا غفر الله لهم يستميتون فى منع تعلقنا بالإسلام، وسد الطرق المفتوحة إليه؛ لأنهم يريدون إطالة أمد الغيبوبة التى وقعت فيها الأمة ويريدون تكثير الضباب الذى يحجب عنا الرؤية، كما أنهم يعملون جاهدين لبقاء الزور الذى أخفى وراءه الحقائق والمقصد من كل ذلك هو النيل من الإسلام نفسه والحفاوة بكل ما يؤخره، والكراهة لكل ما يقدمه!! وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بقلم أ.د. عبد السميع أبو الخير
عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من وحى فكر شيخنا الغزالى تعبيرا ومضمونا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاندلس احلى منتدى :: الموضيع المتميزة-
انتقل الى: