الكبير وصل المشرف العام
الجنس : الابراج : عدد الرسائل : 651 تاريخ الميلاد : 04/09/1985 العمر : 39 رقم العضوية : 6 السٌّمعَة : 16 نقاط الترشيح : 913 تاريخ التسجيل : 30/08/2007
| موضوع: ودعا رمضان الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:55 am | |
| ما أسرع مضي أيامك يا رمضان ، يا خير زائر وأخف ضيف وألطف مؤنس ، بالأمس القريب كنا ننتظر بفارغ الصبر خبر رؤية هلالك البهي ، وها أنت الآن تستعد للرحيل ، فقد انصرم ثلثاك ( ثلث الرحمة وثلث المغفرة ) ونحن مقبلون على ثلث العتق من النار ، جعلنا الله من المعتوقين ووالدينا والمسلمين .
لابد من وقفة جادة نحاسب فيها أنفسنا ونراجع فيها جدول أعمالنا فيما انصرم من تلك الأيام المباركة و الليالي العبقة ، فهل يا ترى تعرضنا لتلك النفحات الرمضانية وهل أصابتنا المنح الربانية ؟ أم أننا لم نكن لها أهل؟ حيث كنا من الغافلين المعرضين أو المقصرين المتقاعسين؟؟ لا تقل فات الأوان فلن ألحق بالركب ولن أبلغ المنزل الذي بلغوا، ولكن تذكر أنَّ رمضان أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار وما عليك وأنت مقبل على العشر الأواخر إلا أن تغتنم الفرصة الغالية لتكون من عتقاء رمضان المبارك وسيكون فيه ليلة خير من ألف شهر من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، أضف إلى ذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أمته فقال : يعتق الله في آخر ليلة من رمضان ما أعتق سائر الشهر ، فاغتنم الفرصة بإيلاء تلك العشر الاهتمام الملائم بحيث تجعل هذه الأيام متميزة من بين أيام السنة كلها بتخصيصها بقيام الليل والزيادة في الباقيات الصالحات وأقبل على الله بصدق حتى تحظى برضوان الله تعالى فالسعيد من وفقه الله لاغتنام ما بقى من الدقائق الغالية للعشر الأواخر من رمضان والشقي المحروم من أهدر وقته بالملهيات المحرمة أو أفرط في المباحات، فربما يكون هذا رمضاننا الأخير ورحم الله الشافعي إذ يقول : لاتأمن الدنـيا فـإنك لا تدري *** إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر فـكم من صحيح مــــــــات من غير علــــــَّةٍ *** وكــــم من سقيـمٍ عــاش حيناً من الـد هـــــــــــــــر ولقد كان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها وإذا دخل العشرالأواخر أيقظ أهله واجتهد في العبادة . فلنري الله من أنفسنا خيرا حتى ننال عطاء الله وفضله العميم في هذا الشهر العظيم . ولله درُّ الشاعر إذ يقول :
خير الوداع عليك يا شهر الهدى لم يبقَ من ذنبٍ ولا عصيان
فعلى فراقك سال دمـعُ عيوننا فـوق الخدود كهاطلٍ هتَّـان
فهـو المفضَّلُ والمعظَّم قـدره خيـرُ الشهور وسيدُ الأزمان
أما وداع رمضان فنجده في هذه القصيدة التي يصف فيها الشاعر كيف سيكون مآل الناس إن لم يصدقوا مع الله مع ختام هذا الشهر فيقول :
أيُّ شهــرٍ قــد تــــولَّى حـقَّ أنْ نبـكي عـليـــه كيف لا نبكي لشهـــــرٍ ليت شعـري مـن هـــو يا عبـــــــــــادَ الـله عـنَّا بـد مــــــــــوعٍ لو عقلنا يمحــــــــــو فيه ماأسأنا المحـروم والمطرود منا
وختاماً يقول عليه الصلاة والسلام " لو تدري أمتي ما فضل رمضان لتمنوا الدهر كله رمضان " وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهمَّ سِّلمنا لرمضان وسلِّم رمضان لنا وتسلّْمه منا متقبلاً اللهمَّ إنَّك عفوٌ كريم تحبُّ العفو فاعفُ عنَّا
| |
|