تخفيف الوزن ببصمة الدم
كثر الجدل في الآونة الأخيرة حول تحليل بصمة الدم وما إذا كان له جدوى في تخفيف الوزن الزائد أم لا وللبحث عن الحقيقة كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عبد الخالق أستاذ ورئيس قسم التغذية بكلية الطب جامعة القاهرة الذي أوضح لنا بعض الحقائق الهامة عن هذا التحليل وسألناه أولاً عن الأساس العلمي الذي بني عليه هذا التحليل فأفاد بالآتي : إن الأساس العلمي لهذا التحليل هو العلاقة بين الجهاز المناعي للجسم وحساسية الأطعمة المختلفة وقد بدأت الأبحاث في هذا الموضوع في عام 1905م أي منذ أكثر من 95 عاماً بواسطة العالم الأسترالي البروفيسور لويس (Lewith ) في كتابه الذي نشر تحت اسم The Food Factor in diseases . وفي عام 1906م توصل العلماء لمعنى كلمة حساسية Allergy وهي من كلمتين من أصل لاتيني توضح معنى التفاعل الحادث بالجسم بسبب مادة غذائية تؤثر على شخص ما ولكنها لا تؤثر على شخص آخر فيما سمي بالتغير المحسوس Altered Reactivity وذلك لاختلاف تفاعل الجهاز المناعي لكل منهما مع نفس المواد الغذائية. وفي عام 1920م توصل العالم الأمريكي William Duke (وليام دوك) إلى أن بعض الأمراض سببها حساسية أشخاص معينين لقصب السكر وسكر البنجر (حساسية السكر) وفي عام 1972م صدر أول منشور للعالم (ألبرت رو) Albert Row بعد أبحاث دامت خمسين عاماً عن الحساسية المتأخرة للطعام وهو أول من وصف التشخيص بأن هناك بعض أنواع المواد الغذائية تسبب حساسية متأخرة وقد تكون مختفية وأن هذه المواد يجب أن تستبعد لأنها قد تسبب آثاراً غير مرغوبة Delayed immune reaction من ضمنها السمنة الزائدة . ولقد تبنى هذه النظرية بالتطبيق العلمي عده مختبرات في العالم خاصة في أوروبا وأمريكا إلا أن أشهرها في منطقتنا العربية هو أحد المختبرات التي تجرى هذا التحليل في لندن والذي كان رائداً في هذا المجال هو مختبر (نيترون) وبعده توالت المختبرات في إنحاء العالم في إجرائه ولكن بمسميات مختلفة. وهذه المواد الغذائية التي تسبب الحساسية المتأخرة للطعام لا تظهر إلا بواسطة تحليل معين سمي فيما بعد ببصمة الدم حيث يتم أخذ عينة من المراجع وتحليلها ويتم اختبارها لأكثر من 90 مادة غذائية أساسية وبناءً على نتيجة هذا التحليل يتم استبعاد بعض أنواع الأغذية الممنوعة التي تتسبب في استنفار الجهاز المناعي للجسم ومن ثم احتباس السوائل وبالتالي الزيادة في الوزن. وقد أفاد الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عبد الخالق أن مختبر نيترون قد منح حق إجراء هذا التحليل لمختبر وحيد بالمنطقة العربية وهو مختبر البرج ويمكنكم معرفة المزيد عن نسب نجاح هذا التحليل من ذلك المختبر حيث له باع طويل في ذلك المجال. إلى هنا وتوقف حوارنا مع استشاري التغذية حيث كان يهمنا بداية معرفة الخلفية العلمية التي بني عليها هذا التحليل ولمعرفة الواقع العملي لهذا الاختبار حملنا أسئلتنا وأوراقنا وحصلنا على عناوين مختبر البرج بغية استيضاح الأمر أكثر وحتى نقف أيضا على مدى استفادة الذين يعانون من السمنة من هذا التحليل وهو الهاجس الحقيقي للآلاف من مرضى السمنة في عالم يبحث فيه الناس عن الموضة والرشاقة ويلهثون وراء الجديد ووراء الحقيقة حول ذلك الموضوع. ويقول الدكتور شريف صبري اختصاصي التغذية بجامعة إيميو في السويد في حوار أجرته معه "الوطن" إن أي نظرية حديثة دائما ينقسم الناس حولها فقسم يؤيد وآخر يعارض ويظل هذا الجدل قائما ما استمرت الحياة ولا ننسى كيف هوجم العلماء عند اكتشافهم لنظرياتهم في العصور القديمة ونحن الآن في عصرنا الحديث ننعم بما قدمه هؤلاء العلماء للبشرية وهوجموا بسببه في حينه ولكن يظل في النهاية مدى استفادة المراجع من ذلك النظام هو الحكم الأساسي في ذلك الجدل الذي لن ينتهي وتلك الاستفادة هي التي تحدد مدى جدوى ذلك التحليل من عدمه. وأضاف أن هذا التحليل يتم عن طريق سحب عينة دم من المريض حوالي 18 مل ويتم تقسيمها إلى أجزاء صغيرة يوضع كل جزء منها في مكان خاص ويضاف إليه المستخلصات العضوية للأطعمة المختلفة ثم يحفظ هذا الخليط من الدم والمادة العضوية عند درجة حرارة معينة ولمدة زمنية محددة ويتم سحبها بواسطة جهاز التحليل الخاص بالفحص وذلك لتسجيل النتائج التي يتم تنظيمها في قائمتين أحدهما يجب تجنبها وهى قائمة الممنوعات والأخرى يمكن بدء النظام الغذائي بها وهي قائمة المسموحات والتي تضم حوالي 70 إلى 80 صنفا من الأغذية المتنوعة الموجودة في منطقتنا العربية أما بالنسبة للأغذية التي لم يتم فحصها فيجب تجنبها خلال الثلاثة أشهر الأولى ويمر النزول في الوزن على ثلاثة مراحل وهى كالتالي:
*الأولى : مرحلة الانسحاب (4 أسابيع)
حيث يتم استبدال أي وجبة غذائية بأخرى دون النظر للسعرات الحرارية ضمن نظام غذائي محكم وفي هذه المرحلة يكون النزول في المقاسات والحجم مع نزول طفيف في الوزن.
* الثانية : مرحلة انخفاض الوزن (8 أسابيع)
من نهاية الأسبوع الرابع حتى الأسبوع العاشر وهذه المرحلة هي المسؤولة عن التعامل مع السمنة الوزنية التقليدية وذلك بعد التخلص من معظم السوائل المحبوسة في الجسم ونزول الدهون الزائدة عن الجسم خصوصاً في مناطق تخزين الدهون مثل البطن والإرداف.
*الثالثة: مرحلة ثبات الوزن (6 أسابيع)
ويلاحظ فيها تغير ظاهري في الوزن والحجم وعندئذ يسمح برفع معدل تناول الأطعمة حيث يتم إدخال الأطعمة الممنوعة وكذلك التي لم تختبر تدريجياً مرة واحدة كل ثلاث أو أربع أيام فإذا ما شعر المراجع بظهور بعض الأعراض السابقة لبداية البرنامج فعليه إيقاف هذا الصنف. وللحصول على أفضل نتائج يجب اتباع نظام النيترون لمدة ثلاثة إلى ستة شهور يتم خلالها وضمن البرنامج مراجعة دورية بمباشرة أطباء التغذية للمراجع . وفي هذه الشهور يجب تناول مأكولات متنوعة من القائمة المسموح بها من وقت لآخر ويمكن تناولها حتى الشبع كما يجب الالتزام بنتيجة فحص النيترون بدقة متناهية وهذا يتطلب إرادة قوية للامتناع عن المأكولات المحظورة تبعاً لهذا التحليل...ومما تقدم نجد أن هذا التحليل هو الأنسب لإنقاص الوزن لأنه لا يضر بالجسم نظراً لتنوع قائمة المسموحات من الأطعمة خلافاً لأنظمة الرجيم من خلال الحرمان من الأطعمة والتي تؤدي في النهاية لضعف عام وأنيميا وتساقط للشعر والاكتئاب والأرق . بينما يساعد تحليل بصمة الدم في حالة الالتزام بنتائجه لتحسن حالة بعض الأمراض مثل الصداع النصفي وحب الشباب والربو والأكزيما وبعض حالات العقم عند النساء . وقد منح مختبر نيترون بلندن حق إجراء التحليل لمختبرات البرج للسمعة الطبية التي يتمتع بها ولكونه أكبر مختبر خاص للتحاليل الطبية بالشرق الأوسط حيث تمتد أفرعه( 32) لتغطي أكثر من دولة فى المنطقة العربية. وقال أيضا إن هذا التحليل يجري في أكثر من 25 دولة أوروبية تحت نفس الاسم وكذلك في أمريكا تحت مسمى مختلف وحقق نسبة نجاح تفوق 90% في تلك الدول وأكبر عملاء لهم من واقع الإحصائيات في أمريكا وإنجلترا وألمانيا وإيرلندا. وفي سؤال عن مقدار نزول الوزن المتوقع في حال اتباع النظام بدقة تامة, قال الدكتور صبري إنه كلما كان وزن البداية أعلى كانت سرعة النزول في الوزن أعلى فالشخص الذي يزن 120-140 كجم ينزل في الوزن أسرع من الشخص الذي وزنه 80-100 كجم ويجب الانتباه إلى أن نزول الوزن عند النساء أقل من الرجال وأن قصيري القامة ينزل وزنهم بدرجة أبطأ من طويلي القامة وأن صغار السن ينزل وزنهم أسرع من متوسطي وكبار السن . والذين يمارسون الرياضة والمشي والحركة أكثر من الذين لا يمارسون الرياضة. كما أن هناك فروقاً شخصية بين الناس فقد ينزل أحد الناس أسرع بكثير من الآخر على الرغم من تشابههما بوزن البداية والجنس والعمر وطول القامة والنشاط الجسماني وذلك لاختلاف معدل الأيض (الاستقلاب) من شخص إلى آخر وكذلك لاختلاف تفاعل الجهاز المناعي لكل شخص عن الآخر. وإلى هنا وتوقف حوارنا مع د.سامح الشيخ المدير الإقليمي لمختبر البرج وكان يهمنا مقابلة بعض المراجعين الذين قاموا بإجراء هذا التحليل في مختبر البرج وذلك للحكم على هذا التحليل من خلال خبراتهم وكان لنا هذا الحوار مع بعض المراجعين الذين طلب بعضهم ذكر أسمائهم كاملة والآخر طلب ذكر الأحرف الأولى فقط:
* السيد/ صالح علي محمد وهو مدرس في جازان الذي أشاد بالتحليل حيث كان وزنه قبل عمل التحليل 124 كجم وبعد إجراء الفحص والمتابعة وصل وزنه الآن إلى 69 كجم (فقد 55 كجم) خلال 7 أشهر ويقول إن وزنه الآن أصبح مثالياً وهو ينصح كل من يعاني من زيادة الوزن بإجراء هذا التحليل.
* وكذلك زياد محمد وهو طالب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة كان وزنة 123 كجم وبعد إجراء التحليل وزنه الآن 87 كجم الذي يقول إن حياته تبدلت تماما باتباعه لبرنامج بصمة الدم وإرشادات استشاري التغذية والتي كانت في حدود المعقول حيث منعني من المأكولات التي تضر بجهازي المناعي وكانت المسموحات من الأغذية متنوعة ولا ينقص منها شيء من أساسيات التغذية حيث إنني على دراية تامة بها بحكم دراستي في كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز.
* الوليد أيضا من جدة يقول كنت أعاني من السمنة والإفراط في الأكل خاصة الحلويات حتى زاد وزني إلى 100كجم وبعد ذهابي إلى مختبر البرج وإجراء تحليل بصمة الدم نصحني استشاري التغذية باتباع نتائج الفحص والتزمت بها فأصبح وزني الآن 71 كجم وخلال هذه الفترة لم أشعر بأي نوع من الإجهاد أو الجوع.
* والسيدة ز، م، ق من جدة عمرها 50 عاماً وكانت تعاني من السمنة المفرطة التي أدت لمرضها بمرض السكري أصبح وزنها الآن 65 كجم فأصبح معدل السكر لديها طبيعيا وكذلك أصبح وزنها مناسباً لطولها وهي تشكر جميع العاملين بذلك المختبر.
منقول للفائدة من جريدة الوطن