أنا موظف حاليا ولكن بطريقة أخرى غير الاعتيادية المعروفة لدى الجميع و مع ذلك فانا لا انصح أبدا في أن يبحث الناس عن وظيفة أو على الأقل يتعلقون بوظيفة محددة , و ليس هدفي الأساسي في هذه المقالة أن أحثك على ترك و وظيفتك بل على العكس أود أن أهون عليك أمر تركها وبذلك لربما تكون موظفا مثاليا بكل معنى الكلمة بعد أن تترك الخوف من فقدانها سوف أحاول في مقالي هذا تعليمك كيف أنك تستطيع أن تستغني عن وظيفتك بكل سهولة حتى لا تحس بالخوف من أن يتم صرفك و يزداد توترك و إحساسك بالضغط النفسي الذي لربما يقلل من أدائك لعملك و بالتالي يسبب لك أعظم مخاوفك و هو طردك من العمل , لن أتكلم عن سبب مخاوف الناس و تعلقهم بوظائفهم و اعتبارهم أن الوظيفة التي هم عليها الآن هي من حقهم ولا يجب أن يمسها أحد واذكر مقولة من أحد كتاب (كيف تكون الموظف التي تتهافت عليه الشركات) تقول: (إن الجهة الوحيدة المستعدة أن تستقبلك طوال حياتك مهما كان أدائك فيها سيئا و تقوم بالصرف عليك هو السجن) إذا لابد أن تكون متيقنا أن وظيفتك هذه ليست حقا مكتسب و يمكن أن تتركها سواء بكامل أردتك أو أن يتم ذلك غصب عنك فإذا وصلت إلى هذه الحقيقة و تيقنت منها فلتنتقل معي إلى الخطوة التالية الطريقة ببساطة لتكون لك دائما خطة احتياطية (Plan B) فإذا كانت لك خطة احتياطية في حال ترك العمل فأن إحساسك بالخوف و القلق والذي بالتالي هو ما قد يسبب تعاستك في عملك أو على الأقل عدم أدائها بشكل جيد مما يسبب لك معظم مخاوفك ويؤدي بك إلى تركها الخطة (ب) لا استطيع رسمها لك بالكامل و لكني أستطيع أن أعطيك اقتراحات و عليك أنت أن تجد أو صياغة الخطة (ب) المناسبة لك
وسع شبكة علاقاتك و معارفك و اعرف أين تتوجه إن دعت الحاجة حدث سيرتك الذاتية بشكل دائم و كن مبدعا فيها طور مهاراتك و قدراتك في مجال عملك أو أي مجال أخر قد يكون لك مخرجا بالمستقبل خطط أو إبدأ بعملك الخاص بشكل صغير خلال وظيفتك
و أهم نقطة هي أن لا تنتقد وظيفتك الحالية أمام احد بل كن ايجابيا و اجعل سمعتك تسبقك دائما فهي خير معين لك للحصول على مخرج إن دعت الحاجة و لبيان أهميتها دعني اسرد القصص التالية لتأخذ العبرة منها اتصل بي احد المعارف مخبرا إياي مدى كرهه لوظيفته و انه يبحث عن وظيفة لا يوجد بها الكثير من العمل كما قام بذكر بعض الأمور التي يقوم بها في عمله كعدم احترامه لمديره المباشر و تحديه دائما له كما يخبرني بكيفية تأديبه لعمال النظافة إن وجد بعض الغبار على مكتبه و من ثم اتبع ذلك بشطارته في تحصيل خارج دوام دون حاجة العمل لذلك و تأخره عن الدوام و تلاعبه بوقت الحضور و الانصراف لكي لا يخصم عليه من راتبه بالإضافة إلى تضييع وقته بتصفح الانترنت و استخدام هاتف العمل لمكالماته الخاصة ... الخ و في نهاية المكالمة طلب مني أن أبحث له عن وظيفة في مكان عملي أو أن انشر الخبر بين الأصدقاء و الأحباب لعله يجد وظيفة أخرى مريحة أكثر و بمرتب اعلي !! هذا الصديق لا يقبل النصيحة من أي أحد و إن بادرته بذلك لصب وجام غضبه علي و بالتالي لن استطيع نصحه و بالتأكيد لن أحاول حتى مساعدته و حتى إن كانت هناك وظيفة متوفرة حولي لان هذا سوف يؤدي إلى سواد وجهي من ناحية و إلى تسببه في مشكلة لي شخصيا فكيف لي أن أساعده و هو سيقوم بهذه الأمور و لكن تخيل معي هذه القصة الأخرى عندما قابلت عبد العزيز في عمله فانه قام بمدح مديره و عمله و قام بسرد الانجازات التي قام بها و كيف يفكر في تطوير عمله و تطوير مهاراته و طموحه في الوصول إلى مناصب عليا في الجهة التي يعمل بها كما انه ذكر لي كيف قام بوضع خطط جديدة سوف تساعد على خفض التكاليف و زيادة الإنتاجية لإدارته ... الخ بعد مدة اتصل بي احد الأصدقاء مخبرا إياي بمعضلة تواجهه في عمله و بعدما شرح لي المشكلة سرعان ما تبادر بذهني صديقي عبد العزيز مع انه موظف و مرتاح بعمله حاليا و لا يحتاج إلى وظيفة أخرى ولكن سمعته سبقته فقمت بتزكية صديقي عبد العزيز اقله لو يساعدهم كرأي خبير في الموضوع أو في عمل ساعات مؤقتة بعد إنهائه لوقت دوام وظيفته الحالية ... القصة صاحبنا الأول و الثاني سمعتهم سبقتهم و لكن أي سمعة فيها تريدها أنت أن تسبقك ؟ |