هدد اللواء أحمد أنيس رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية "النايل سات" بوقف بث قناة "الرحمة" التي يشرف عليها الداعية الشيخ محمد حسان في حالة لجوء المسئولين عنها إلى القضاء لاختصام الشركة، بسبب وقف بثها على القمر الفرنسي "يوتلسات"، بسبب شكوى من إحدى الجمعيات اليهودية.
وقال أمام لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب إنه "على الرغم من أن العقد الموقع بيني وبين القناة هو عقد تجاري بحت، وإذا كان هناك إخلال فيوجد قضاء، إلا أني لا أنصح بهذا لأن أول خطوة هو وقف الخدمات التي أقدمها لحين الفصل في القضاء، ملوحًا بوقف إشارة بث القناة على القمر المصري، ومضى قائلا:ً "موقفي القانوني سليم".
كانت الحكومة الفرنسية قررت في أبريل الماضي وقف بث قناة "الرحمة" الإسلامية في فرنسا بدعوى ما يسمى "معاداة السامية" بعد حملة دعاية مارستها منظمات يهودية ضد القناة، وخاطب المجلس الأعلى السمعي البصري الشركة المصرية للأقمار الصناعية "النايل سات" من أجل اتخاذ قرار مماثل بوقف بثها على القمر الصناعي المصري، وهو ما أقدمت عليه بالفعل.
وبدأ أنيس حادّا في حديثه أمام اللجنة أثناء مناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائب عن الحزب "الوطني" محمد خليل قويطة حول رضوخ شركة "النايل سات" لطلب اتحاد الجمعيات اليهودية والفرنسية بوقف بث القناة، ما اعتبره ضد حرية الرأي والتعبير.
ورد أنيس قائلا: إن فرنسا تملك القمر الصناعي "يوتلسات" وتمتلك قوة قاهرة لحكم سيادتها على قمر تابع لها، وقال: نعم أوقفت "الرحمة" بسبب المصالح التي تربط الشركة المصرية بشركة "اليوتلسات" الفرنسية التي طلبت إيقافها بناء على شكوى من إحدى الجمعيات اليهودية في فرنسا.
وأضاف أن الاتفاق الموقع بين "النايل سات" و"اليوتلسات" الفرنسية يجعلها عندما تخطرني بإيقاف بث قناة يجب أن أوقفها خلال ساعة، لكنه طلب مني إيقاف القناة خلال 15 يوما بسبب علاقة بيني وبين "اليوتلسات" جعلتني أطول أمد المهلة لذلك أوصينا قناة "الرحمة" باللجوء للمجلس الأعلى الفرنسي، وعرضنا اللجوء إلى المحامي الدولي الخاص بنا.
واتهم أنيس القناة بأنها ارتكبت مخالفات منذ أبريل عام 2006م، ثم حدثت المخالفة الأساسية في 31/10/2009، واجتمعت الجمعية العمومية للمجلس الفرنسي السمعي والبصري وأصدرت قرارها.
واعترض شركة "النايل سات" أنيس على عبارة ذكرها النائب محمد خليل قويطة حول وجود تواطؤ مع اللوبي الصهيوني، رغم اعترافه بوجود هذا اللوبي وتدخله لإغلاق قناة "الرحمة"، "نعم هناك قصور مني في هذا الأمر".
واتهم قناة "الرحمة" بأنها ارتكبت ثلاث مخالفات، أولها الترخيص من هيئة الاستثمار وهي تلزم المنشأة بضوابط العمل بالمنطقة الحرة وعدم بث ما يدعو للعنف، كما أن القناة استخدمت العقد الموقع مع "النايل سات" بشكل يتنافى مع القوانين الدولية.
مع ذلك، قال "أنا متعاطف مع قناة الرحمة لكن مضطر أوقفها بحكم مصالحي مع اليوتلسات"، وعزا إلى "النايل سات" الفصل في بث القناة حاليا على القمر الصناعي الأردني "النورسات"، وقال: "أنا اللي بطلعهم على الهوى وحتى الآن لن يخرجوا للفضاء بدوني"، وأضاف إن مصالح "النورسات" لا تقارن بمصالح "النايل سات" مع "اليوتلسات".
وكان النائب محمد خليل قويطة استعرض في طلب الإحاطة خلفيات أزمة وقف قناة "الرحمة" على القمر المصري، قائلاً إن الموضوع بدأ بشكوى اللوبي اليهودي الفرنسي للمجلس السمعي والبصري الفرنسي يتهم القناة بمعاداة السامية، وطلب المجلس من شركة "اليوتلسات" الفرنسية وقف بث القناة داخل فرنسا، لأنه ليس له أية ولاية خارج فرنسا.
وأوضح أن "اليوتلسات" خاطب بدوره طلب للشركة المصرية النايل سات لوقف بث القناة فقامت الشركة المصرية بإرسال خطاب لقناة "الرحمة" بوقف بث برامجها وأنذرتها بأن الاعتراض يكون أمام مجلس الدولة الفرنسي، في حين أن طرفي العقد من مصر، لذلك فيجب أن يخضعها للقانون المصري عند التنازع، وقال إنه كان يجب على "النايل سات" ألا يجاري الجمعيات اليهودية الفرنسية في إلغاء القناة حفاظا على السيادة المصرية واستقلالية القضاء.
وعرج النائب الإخواني سامح علام إلى الحديث عن السبب الذي تذرع به المجلس السمعي والبصري الفرنسي وهو الهجوم على اليهود، وقال إن السبب وراء غضب اللوبي اليهودي هو أن الحلقة كانت تتحدث عن السيرة النبوية وإن مقدم الحلقة تمنى في نهايتها الهزيمة المنكرة لليهود فقامت الدنيا ولم تقعد بينما نحن لا نملك إغلاق جورنال أو قناة أثناء الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتساءل: ماذا فعل النايل سات للدفاع عن حقوق قناة الرحمة رغم أن العقد بين طرفين مصريين وليس بين القناة والشركة الفرنسية، واعتبر أن إغلاق قناة "الرحمة" هو البداية التي ستغلق بعدها قنوات كثيرة، وتساءل مستنكرا: كيف يلجأ مصري إلى الأردن للحماية؟.
بدوره، طلب النائب محسن راضي بضرورة إصدار توجيه من البرلمان بعودة بث قناة الرحمة على "النايل سات" وقال إن هذه ليست أول معركة فقبلها كانت هناك معارك مع قناة "البركة"، وأوضح أنه لا يوجه اللوم سوى للشركة المصرية وليس أبناء القردة والخنازير، على حد قوله.
واتهم راضي المسئولين في مصر بالتواطؤ لخدمة الصهيونية، وأكد أن بث القناة من خلال قمر صناعي أردني هو إهانة لمصر ولكرامتها، وقال موجها حديثه إلى أحمد أنيس: كنت أتمنى أن تتبنى القناة المتعاقد معها وليس فكر الجمعيات اليهودية، وقال: للأسف وصل بنا الأمر أن تنهار وطنيتنا أمام أشخاص سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم نفعل معهم شيئا.