اللاءات الإسرائيلية

اللاءات الإسرائيلية
إن أى قراءة مدققة للخطاب السياسى لإسرائيل فى ظل حكومة نيتانياهو وليبرمان الحالية يجد أن هناك إصرارا على عرقلة أى جهود لإحياء عملية السلام من خلال طرح مستفز لعشرة لاءات يعتبرونها بمثابة خطوط حمراء لا يجوز الاقتراب منها وهذه اللاءات تتمثل فيما يلى:
لا لدولة فلسطينية تتمتع باستقلال كامل وتملك مقومات الحياة بمفردها
لا للتنازل عن القدس الموحدة كعاصمة أبدية لإسرائيل
لا عودة لحدود الرابع من يونيو 1967 تحت أى ظرف من الظروف
لا قبول بالسيادة العربية على المسجد الأقصى وأقصى ما يمكن النظر فيه هو تسهيل دخول المسلمين إليه
لا عودة للاجئين الفلسطينيين ولا قبول بحل لمشكلتهم يحمل فى طياته أى اعتراف بحق العودة
لا مساس بالمستوطنات وحق إسرائيل فى الاستيطان
لا لمنازعة إسرائيل فى الحصول على احتياجاتها المائية من المخزون الجوفى والأنهار العربية
لا لأى خلل فى الميزان العسكرى الحالى فى المنطقة والذى يوفر لإسرائيل تفوقا على الدول العربية مجتمعة
لا للسلاح النووى فى المنطقة لكى تظل إسرائيل هى المحتكر الوحيد لأسلحة الدمار الشامل بالمنطقة
لا لأى تقارب عربى يؤدى لتحالف استراتيجى خصوصا بين مجموعة دول الجوار
ومعنى ذلك أن السلام من وجهة نظر نيتانياهو ورفاقه من صقور اليمين المتطرف ليس سلاما متكافئا، وإنما هو سلام الهيمنة والنفوذ الذى يرتكز إلى حق إسرائيل فى أن تمتلك وحدها أدوات وآليات الردع الاستراتيجى لكى يكون بمقدورها تأمين مخططات الضم والاستيطان والتهويد من ناحية، وترسيخ سيادة إسرائيل على المنطقة بأكملها سياسيا واقتصاديا من ناحية أخرى
والحقيقة أن الأهم من تنفيذ هذه اللاءات العشرة الباطلة هو إنعاش الذاكرة بأن هذه اللاءات ليست وليدة اليوم، وإنما هى أحد عناوين المنهج الإعلامى للحركة الصهيونية منذ نشأتها، فدائما إسرائيل على حد زعمهم تمد يدها بالسلام والعرب هم الذين يرفضون مصافحة هذه اليد، ويسعون لقطعها
( من مقال مرسى عطا الله الأهرام 4/6/2009 م )