قال الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى، يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى خلقنا لغاية وهى "العبادة"، ولكن المشكلة أن البعض يفهمها على أنها الصلاة والزكاة وغيرها من الفروض، ولكن هى أيضا تعنى تكاتف الشباب للنهوض بأمتهم، ولابد لهم أن يفهموا أن مصر لن تكون بهم وحدهم، ولكن أيضا بشيوخها وعلمائها، فالشباب يبنى ويعمر والشيوخ والعلماء يفكرون ويخططون، ولا يمكن أن تستغنى أمة عن شبابها حتى لا تكون ضعيفة ولا عن علمائها حتى لا تكون محكومة بالفوضى، والعالم الآن لا يعيش فيه غير المنتج فقط، مؤكدا أنه لابد من الاستغناء عن المعونة الأمريكية التى نذل بها ليل نهار بالعمل والبناء.
وقال الشيخ محمد حسان فى لقائه مع تامر أمين ببرنامج مصر النهاردة "أخشى فى ظل نشوة انتصار الثورة أن تكون الحرية متفلتة، فيتطاول الشباب على الشيوخ والآباء، وأن يقعوا فى خطأ أنهم وحدهم القادرون على التغيير والبناء، فلابد أن تتلاقى سواعدهم وأفكارهم مع العلماء، مع الأخذ فى الاعتبار عدم تجاهل فكر هذا الشباب الذى أبهر العالم كله مع عدم الاستغناء عن حكمة الشيوخ وتحويل خططهم إلى واقع عملى بأيدى الشباب".
وعن تعديل المادة الثانية من الدستور قال الشيخ محمد حسان: "هذه المادة هى المصدر الرئيسى للتشريع والقائمون على تعديل الدستور جزاهم الله خيرا فعلوا الصواب فى أنهم لم يمسوها، وهذا لا ينبغى أن يغضب الأقباط، لأن الشريعة هى مصدر الأمان والسلام للجميع"، مناشدا شعب مصر ببدء العمل سريعا وتطهير السريرة والنية.
وعن الخطوات التى يجب أن تتبعها الأمة للنهوض من أزمتها أكد الداعية حسان أنه لابد من تخلص النفس من ألمها بالتجرد وطوى صفحات الماضى مع محاسبة رءوس الفساد وإلا نبكى على اللبن المسكوب والبدء فى العمل بإخلاص وصياغته من جديد وإعادة ترتيب الأوراق لدفع عملية البناء والإنتاج على كافة المستويات، لأن المؤسسات المصرية مليئة بالشرفاء والأطهار ولا يجب التعميم، مضيفا أنه لابد من تطهير الفساد وتغييره موجها حديثه للمسئولين أنه ينبغى عليهم أن يعلموا أن التغيير الحقيقى لن يكون بتغيير الدستور أو القوانين، وإنما بتغيير النفوس والأعماق، لأن الجميع يعيش حالة من إساءة الظن بمن حوله.
وأشار الشيخ محمد حسان أنه لابد أن يعلم كل فرد فى مصر أن ما مر علينا من أزمة وقع وفق إرادة الله عز وجل قائلا: "أنظر إلى أشخاص بعينها الآن أين هم وبالأمس القريب أذاقوا الشعب أكواب الذل والظلم، فالله كتب مقادير المخلوقات قبل نشأة الأرض بـ50 ألف سنة وهو القادر على إخراج شعب مصر من هذه الأزمة".
وأكد الداعية الإسلامى الشيخ محمد حسان أن المصريين الآن يشعرون بالألم، ويتمنون سماع الكلمات التى ترطب قلوبهم وتجدد الأمل فيهم والثقة فى الله وفى البلد، مشيرا إلى أنه تعمد فى هذه المحنة ربط القلوب وردها لخالقها عز وجل.
وأكد الشيخ أن العبادة لا تنفصل عن المعاملة قائلا: "أتألم وأنا أرى المظاهرات الفئوية وأرجو ألا يتصرف كل فرد بما يهوى، وأن يسأل المتظاهرون عن شرعية أفعالهم هذه فهم على حق ومطالبهم مشروعة، ولكنه ليس من الوفاء أن نطالب مصر بكل هذا فى أوج أزمتها فلنصبر حتى تخرج من عنق الزجاجة المظلمة، وأسألكم بالله أن تفضوا الاعتصامات وتغلبوا مصلحة الوطن على مصالحكم الشخصية، فالتغيير لن يتم بين ليلة وضحاها والتدرج سنة كونية لا يجب معها تعجل الأذكياء، وعلينا أن نعى سنة التدرج حتى لا نصاب بالإحباط والوهم".
وطالب حسان المسئولين بالخروج إلى المتظاهرين والتفاوض معهم برقة وحسن ولين دون استعلاء، لأن مفتاح قلوب أبناء مصر هو معاملتهم بإجلال واحترام وإعطائهم قدرهم وكرامتهم وتوجيههم إلى الانتظار حتى زوال الأزمة.
كما طالب الشيخ حسان بمد جسور الثقة بين الشعب والشرطة لعودة الجيش مرة أخرى للحدود، لأن وجوده فى الشارع خطر كبير على مصر، ولا ينبغى للحكماء أن يطيلوا مدتهم فى هذا الوضع، وألا ينشغل بالأمور الداخلية فهناك تحركات عسكرية تهدد مصر الآن، مضيفا أنه من آليات مد جسور الثقة هو التواجد الإعلامى للشرطة لمخاطبة الشعب بإجلال، وأن يعترفوا بخطئهم، لأن كل بنى آدم خطاءون وخير الخطأين التوابون ولا يمكن أن يزعم أى مخلوق أنه لم يخطئ سواء من المسئولين أو العلماء أو الشيوخ والدعاة، فليس هناك من هو معصوم من الخطأ غير المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذى دفنت معه العصمة ولابد أن يعتذر المخطئ من المسئولين حتى تزيد رفعتهم عند الله والشعب، فالاعتذار لا يقلل من قدر المعتذر، ولا يجب أن نحكم على المخطئ بالإعدام، وهذا يختلف عن محاكمة الفاسد ولابد من رد حقوق الشعب أولا ثم نعطى الفرصة لمن يريد التوبة.
وقال الشيخ محمد حسان: "ينبغى علينا أن نراقب الله وهذا هو معنى الإحسان أن نعبد الله كأننا نراه وأناشد كل من اعتدى على أخيه، وسرق أن يرد السرقات حتى لا يدخل الحرام على أهل بيته، وكل من يروع المواطنين فى الطرقات لابد أن يتذكر أن الله يراه وديننا يحرم إراقة الدماء حتى دماء النصارى وأهل الذمة، ولابد من حماية الأقباط فى هذه الأزمة فهم وإخوانهم المسلمون الاثنين معا قاموا بحماية الوطن".