ثلاث من السعادة
قال عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: ثلاث من اجتمعن فيه فقد سعد: من إذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق وإذا رضى لم يدخله رضاه فى باطل، وإذا قدر عف وكف.. وسئل جعفر بن محمد عن حد الحلم فقال: وكيف يعرف فضل شىء لم ير كماله فى أحد؟ وقال الأصمعى: سمعت أعرابيا يقول: «أسرع الناس جوابا من لم يغضب.. لا توقدن بين جنبيك جمرة الغضب واردد إساءته بالحلم، فإن شجر النار إذا ألحت عليها الرياح تحاكت أغصانها فتشتعل نارا وتحترق من أصولها».
سراج لأعمى القلب
قال بعضهم خرجت فى الليل لحاجة فإذا رجل أعمى يحمل على عاتقه جرة وفى يده سراج فلم يزل يمشى حتى أتى النهر وملأ جرته وانصرف راجعا.. فقلت يا هذا أنت أعمى والليل والنهار عندك سواء فلماذا تحمل هذا السراج؟! فقال حملته معى لأعمى القلب مثلك يستضىء به فلا يعثر بى فى الظلمة فيقع على فيكسر جرتى.
عظماء الأطفال
عمرو بن سلمة كان لايزال عمره سبع سنوات وهو يلتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله فى عام الفتح ويتلقى عنه القرآن والعلم ويحفظ ما تلقاه عن النبى صلى الله عليه وسلم وكان يستقر فى صدره وكان يستمع ما يقوله الركبان من ذلك القرآن فيجمعه فى صدره إلى أن أسلم قومه فأمر النبى أن يصلى بهم أحفظهم فكان الحافظ القارئ هو ذاك الطفل الصغير الذى صار إماما للناس كبيرهم وصغيرهم بما جمع من القرآن فالقرآن يرفع الله به أقواما ويضع آخرين.. وكان عمرو ممن رفعه الله تعالى بالقرآن.
لا للذهب والفضة
سأل معاوية عقبة بن سنان الحارثى: أى المال أفضل؟ قال يا أمير المؤمنين: نخلة سمراء فى تربة غبراء أو نعجة صفراء فى بقعة خضراء أو عين خرارة فى أرض خوارة فقال معاوية لله أبوك فأين أنت من الذهب والفضة؟! قال وما للعاقل ولهما: حجران يصطكان أن أقبلت عليهما نفدا وأن تركتهما لم يزدادا!!
الصفح الجميل
قال على رضى الله عنه: الصفح الجميل، الرضا بلا عتاب وقيل: الصفح الجميل، الرضا بلا توبيخ فيه ولا حقد معه.. وفى الأمثال القديمة: كاد الحليم يكون نبيا ويروى أن رجلا قال: يارسول الله علمنى كلمات أعيش بهن ولا تكثر على فأنسى قال صلى الله عليه وسلم لا تغضب.
عدم استجابة الدعاء
سئل إبراهيم بن آدهم ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فقال: لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه؟ وعرفتم الرسول صلى الله عليه وسلم فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس.
لا يسألون الناس إلحافا
ألح سائل على اعرابى أن يعطيه حاجة لوجه الله فقال الاعرابى: والله ليس عندى ما أعطيه للغير. فالذى عندى أنا أولى الناس به وأحق. فقال السائل: أين الذى كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. فقال الاعرابى: «ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا».
لا أدرى ما أقول!!
مرض بخيل ووقف خادمه على رعايته وتمريضه فقال له: إذا شفيت من مرضى فسوف أمنحك مكافأة كبيرة، ففرح الخادم وأكثر فى العناية به ولما شفى قال له الخادم لقد وعدتنى أن تعطينى مكافأة بعد شفائك فقال له: لقد كنت مريضا ولا أدرى ما أقول.